تاريخ النشر : 11-06-2023
المشاهدات : 570
السؤال
السلام عليكم ...
 أسرة عندها مقبرة ٤٠ متر حجرة نساء وحجرة رجال ..بعد وفاة التربي الأول ألتبس الأمر ودفن التربي الثاني رجال في حجرة النساء والعكس ..امتلأت الحجرتان و نظرا للإصلاحات في المنطقة وامتلاء الحجرتين تحتاج الأسرة حاليا إلي جمع جميع العظام في المعضمة ..فهل يجوز جمع جميع العظام رجالا ونساءا في مكان واحد ؟ وكيف التصرف إذا كان هناك جثمان أمرأة مازال بحالته لقرب عهدها بالوفاة؟؟
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
 إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
 أولا لابد أن يعلم أنه قد اتفق العلماء على أن الموضع الذي يدفن فيه المسلم وقف عليه مادام شيء منه موجودا فيه حتي يفنى فإن فني فيجوز حينئذ دفن غيره معه فإن بقي شيء من عظامه فالحرمة باقية لجميعه ولا يجوز أن يحفر عنه ولا يدفن معه غيره ولا يكشف عنه اتفاقا . ( كتاب المدخل لابن حاج المالكي ) 
وقال النووي في المجموع ( يجوز نبش القبر إذا بلي وصار ترابا وحينئذ يجوز دفن غيره فيه ويجوز زرع تلك الأرض وبناؤها وسائر وجوه الإنتفاع والتصرف فيها بإتفاق الأصحاب ( علماء الشافعية ) وهذا كله إذا لم يبق للميت أثر من عظم وغيره ) 
وقال ابن قدامة في المغني ( وإذا تيقن أن الميت قد بلي وصار رميما جاز نبش قبره ودفن غيره فيه وإن شك في ذلك رجع إلي أهل الخبرة فإن حفر فوجد فيها عظاما دفنها وحفر في مكان آخر نص عليه أحمد ) انتهي . 
وقال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع ( يحرم في القبر دفن اثنين فأكثر سواء كانا رجلين أم امرأتين أم رجلا وامرأة . والدليل علي ذلك عمل المسلمين من عهد النبي صلي الله عليه وسلم إلي يومنا هذا إن الإنسان يدفن في قبر وحده ........ 
إلا لضرورة وذلك بأن يكثر الموتي ويقل من يدفنهم ففي هذه الحال لا بأس أن يدفن الرجلان والثلاثة في القبر الواحد . انتهي 
 ومن هذه النقولات لأهل العلم وغيرها كثير يتبين تحريم ما يحدث في بعض البلاد ومنها بلدنا مصر من دفن أكثر من ميت في قبر واحد لغير ضرورة من ضيق مكان أو كثرة موتي وغيرها من الضرورات بل الأصل أن كل ميت يكون له قبر ولا يدفن فيه معه غيره حتي يبلى ولا ٥ يبقي منه شيء . 
وذلك لحرمة الميت فإن حرمة الميت كحرمته حيا فقد روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كسر عظم الميت ككسره حيا ) رواه أبو داود وصححه الألباني . 
قال ابن حجر في الفتح ( يستفاد منه أن حرمة المؤمن بعد موته باقية كما كانت في حياته ) انتهي   
ومما سبق يتبين أولا : أن الأصل أن يدفن كل ميت في قبر وحده 
ثانيا : أن لا يدفن غيره في قبره حتي يبلى الميت الأول ولا يبقي منه عظام أو غيره 
ثالثا : إذا كان هناك ضرورة لكثرة الموتي وضيق المكان وقلة من يحفر ويدفن . جاز أن يدفن أكثر من ميت في قبر واحد . 
وإذا ضاق القبر جمع عظم الميت الأول في جانب من القبر برفق حتي لا تنكسر عظامه المتبقية ودفن معه غيره . 
أما إخراج عظام الموتي من قبورهم وجمعها فيما يسمى عظامة وهي مكان يجمع فيه عظام الموتي مختلطة وقد تكون بعضها فوق بعض وقد تكسر العظام مع نقلها ووضعها مختلطة هكذا في هذه العظامة فأمر لا يجوز ولا تدعو الضرورة إليه بل تجمع عظام الميت في قبره في ناحية ويدفن معه غيره كما سلف .


تعليق أخت :

جزاكِ الله خيرًا معلمتنا الحبيبة وزادكِ علمًا .
الذي يحدث فى مصر الآن من دفن أكثر من ميت أعتقد و الله أعلم لغلاء ثمن القبور الآن جدًا عن مقدرة الناس .
فلذلك مَن يستطيع أن يشتري قبرًا يعمل فيه عين للرجال وعين للنساء و ذلك لإرتفاع أسعار القبور فهو ليس لضيق المكان و لا لكثرة الموتى .
و الله أعلم .


الجواب:

آمين وإياك أختي الكريمة.  
ولكن طريقة الدفن في مصر هذه تحدث من مئات السنين ظني أنه قبل غلاء السعر وهي طريقة دفن عبارة عن حجرة كثيرا ما تكون فوق سطح الأرض مثل الحجرة يدفن بها أكثر من ميت وتسمي الفساقي . وقد تكون تحت الأرض ولكنها أيضا مثل الحجرة تتسع لأكثر من ميت وهذه الطرق مخالفة للشرع من وجوه عدة منها 
أولا : أن الدفن يجب أن يكون تحت الأرض إما لحدا أو شقا ولكن تحت الأرض . 
ثانيا : أن فيه تعلية للقبور وبناء عليها وقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك . 
ثالثا : انه يدفن بكل حجرة أكثر من ميت من غير حاجة ولا ضرورة . وإنما الواجب علي أقل تقدير أن يجعل حاجز بين كل ميت وآخر حتي يصير كل ميت كأنه في قبر خاص به وكل ذلك يجب أن يكون في لحد أو شق تحت الأرض وليس فوقها

logo